۱۳۸۶ بهمن ۲۴, چهارشنبه

الامامة 1

الامامة

رضا

انصبّ اكثر اهتمام علماء الكلام من الفرق المختلفة بموضوع « الامامة » ، لأنّ « الإمامة » كما عرّفت في كتب الشيعة والسنة : « نيابة عن النبي في أمور الدين والدنيا » ولأن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال ـ في الحديث المتفق عليه ـ « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » . فتكون الشئون الدينية والدنيوية منوطة كلها بالامام ، وتكون معرفته ثم طاعته واجبةً في جميع المجالات .

أمّا الشيعة فالإمامة عندهم ـ للحديث المذكور وغيره من الأدلة النقلية والعقلية ـ من أصول الدين ، فيشملها موضوع علم الكلام ... وأما . السّنّة فإنّهم ـ وان اضطربوا وتذبذبوا ـ بحثوا عنها في هذا العلم بالتفصيل .

.نشير الي مبحث الإمامة من المنطلق الكلامي ايجازاً:

معنى الإمامة

الإمامة لغة تقدم شخص على أقرانه ليقتدوا به ويتابعوه إما من جهة خاصة كإمامة الصلاة، أو من جهة عامة كالإمام المعصوم.

إكما قلنا من منظر الكلامي و الصطلاحي ,فالإمامة هي الرئاسة الدينية والدنيوية معاً، كما يدل عليه قوله تعالى مخاطباً النبي إبراهيم (ع) بعد مدة من نبوته: "إني جاعلك للناس إماماً" فليس كل نبي إماماً كما أنه ليس كل إمام نبياً.

الحاجة إلى الإمامة

قضى رسول الله (ص) جل عمره الشريف في تبليغ الرسالة ونشر الدعوة وبيان أحكام الدين ومجاهدة الكفار والمشركين ومعالجة موروثات المجتمع الجاهلي.

وقد أدى النبي الأعظم (ص) ما أُوكِل إليه من مهام، بل لقد بلغ في الاجتهاد لأجل النجاح في ذلك حتى رأينا المولى عزّ وجل في أكثر من موضع في الكتاب العزيز يلفت رسوله الأكرم (ص) الى أنه لم يكلفه أن يبذل هذا القدر مُثنياً ومكبراً فيه هذا الإخلاص والتفاني في سبيل الدعوة فتراه تعالى يقول له: "طه ما أنزلنا عليك القران لتشقى"1.

"... ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيقٍ مما يمكرون "2.

"... فلا تذهب نفسك عليهم حسرات..." 3.

فالنبي (ص) استطاع وبفترة قياسية أن يحقق تمام ما أُوكل إليه من مهام، إلاّ أن الملاحظ أن غالب المنجزات كانت خطوات أولى على طريق الأهداف العظمى للإسلام ولكافة النبوات السابقة للرسول الأعظم (ص) هذه الأهداف التي يمكن تلخيصها بعبارة واحدة هي:

إقامة نظام ودولة الإستخلاف الكامل للإنسان في الأرض عبر إعداد وصياغة المجتمع المؤهّل لدولة الخلافة العظمى، أو فقل دولة العدل الإلهي على الأرض.

من هنا كان لا بد من أن يأتي من بعده اخرون يكملون ما بدأه ويطبقون ما شرعه، ويواكبون حركة المجتمع الإسلامي حتى يبلغ أشده. ويكونون الهداة إلى الله كما كان النبي (ص).

والدليل على ذلك هو الوعد الإلهي القاطع بسيطرة الدين الإسلامي على كافة أرجاء المعمورة وقيام نظام عالمي يحكم وفق الإسلام لم يكن قد تحقق في زمن الرسول الأعظم (ص) فمتى يتحقق هذا الوعد... ومن يحققه؟

وهذا ما يقودنا الى الإعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى قد تكفّل بأن يفعل ما به يحفظ جهود الرسل والأنبياء وليتمّ نعمته على البشر جميعاً، فلا بد من أن يعيِّن أوصياء وأئمة هداة يتحمّلون مسؤولية حفظ واستثمار جهود الأنبياء ليصلوا بالبشرية الى كمال الأهلية لتحقيق كمال الغاية التي من أجلها خلق الله البشر وهي إقامة دولة العدل الإلهي العالمية وقيادتها، وهؤلاء من نسمَّيهم "الأئمة".

إن رحمة الله الواسعة وعنايته لا تتوقف بعد النبي (ص) وعلى أساسها نؤمن بوجود إنسان يتابع أهداف النبوة وهو "الامام".

لذا فإن الدليل على بعثة الإنبياء هو عينه الدليل الذي يقضي بضرورة وجود إمامة مكملة للنبوة. وبدون الإمامة يبقى الدين ناقصاً وعرضة لكل تحريف وتغيير.

قال تعالى بعدما نصب النبي (ص) علي (ع) خليفة وولياً من بعده: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"4. يتبع..

هیچ نظری موجود نیست: